من هو نيرون نيرون مات ولم تمت روما ، نيرون هو الإمبراطور الر وماني الخامس والأخير في عهد الإمبراطورية الرومانية ، كان ابناً لكلوديوس بالتبني ، وهذا ما خوله لاستلام عرش الإمبراطورية الرومانية . حكم نيرون كان في بداية عهده في الحكم ، مجرد إمبراطور بالإسم ، أي استلم مقاليد الحكم بصورةٍ شكليًة لحداثة سنه ، ولأن السلطة والنفوذ كانت بيد والدته ( أغريبينيا ) ، حيث كان يبلغ من العمر عند تسلمه العرش ستة عشر عاما ، ولم يكن الوريث الشرعي للعرش بل كان من حق ( بريتانيكوس ) ، عندما اشتد عود نيرون ، أخذت عدوانيته وطيشه تظهر تدريجيا واشتد الصراع بينه وبين والدته المسيطرة على نفوذ الحكم هناك ، حتى أصبح يصعب السيطرة عليه ، وانصرف إلى ليالي العربدةِ والمجون ، ليزيد من انحطاطه شيئاً فشيئا ، فإذا أقبل الليل انغمس في اللهو واعداد الحفلات الماجنة ليغرق نفسه وسط العاهرات ، وكان يتنكر بزي العبيد ، وينزل الى الطرقات ويمارس ليعتدي على الناس ويسرق ويمارس دور قطاع الطرق ، وفي إحدى تلك الليالي أخبره أحد أصدقائه بأن والدته تدبر له أمرً لإسقاطه ، والإنقلاب عليه ، وستقوم بتعيين ( أغسطس قيصر ) ، وهو أحد أحفاد الإمبراطور عوضاً عنه ، وأنه قد وعدها بالزواج منها في حال توليه للعرش ونجاح الإنقلاب ، استشاط نيرون غضباً فور سماعه لهذه المؤامرة التي تحيكها له أمه في الخفاء ، فأصدر على الفور قراراً بإعدامها ، الا ان المقربين منه حثوه على عدم التسرع ، واعطائها الفرصة للدفاع عن نفسها ، حتى لا يثير غضب العامة ، في اليوم التالي قام بإرسال من يتهمها بفعلتها ومؤامرتها تلك ، فاستشاطت غضبا ، ونعتته بقبيح القول وأفظعه ، ثم ما لبثت أن استجمعت شجاعتها ، وهدأت من روعها ، وبدأت بالرد على تلك الإتهامات ، فعاد الهدوء الحذر ليسود بين الطرفين. نيرون و طلاقه من زوجته تعرف نيرون على إحدى بائعات الهوى وقام بالإنصياع لأوامرها ، كالإنفصال عن زوجته ، والإقتران بها الأمر الذي حالت والدته دون حدوثه ، فقامت تلك المرأة بإشعال نيران العداوة والبغض بينه وبين أمه ، حيث قرر الأخير التخلص من أمه ، حيث خطط لأمر إغراقها في حادثةٍ نجت هي منها بأعجوبة ، فقرر بعدها إرسال أحد أصدقائه لإغتيالها في قصرها ، ونجح في المهمة حيث قام بقتلها بالسيوف ، وإحراق ما تبقى من جثتها ، وبموتها ماتت بقايا الرحمة في قلب هذا الإبن العاق. وضع روما في حكم نيرون أغرق نيرون روما في الفتنة ، وتدهور الوضع السياسي فيها وازدادت عملية الإغتيالات ، وسيطرت عليه فكرة براعته في الغناء والتمثيل بعد فشله في السيطرة على روما ، فكان يخرج ليمارس ما برع به ويحصد الجوائز على أثرها لعدم جرأة الحكام إلا بأن يثنوا عليه وعلى موهبته وإلا لكان مصيرهم موتٌ محقق في حال معارضته. تعرض نيرون للعديد من محاولات الإنقلاب على حكمه ، ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل ، وتم اعدام العديد من الأشخاص الذين حاولوا الإعتراض على حكمه. من أعظم جرائم نيرون هي حرق روما ، وكانت الجريمة الأعظم على الإطلاق ، فقد صور له خياله بأن يقوم بإعادة بناء المدينة عن طريق حرقها أولاً ، فقام بإشعال النيران أولاً بقاعدة السيرك الخشبية ، لتنتشر ألسنة اللهب بعدها بسرعة في أنحاء روما ، واستمرت لمدة أسبوع ، لتترك عشرة أحياءٍ متفحمة من أصل أربعة عشر حياً هي عدد أحياء المدينة ، والتهمت تلك النيران الآلاف من الضحايا ، وكان نيرون بجبروته يترقب المشهد اثناء جلوسه مستمتعاً بما يرى على برجٍ مرتفع ، بينما تتعالى صرخات الضحايا من جراء النيران التي كانت تلتهم أجسادهم دون رحمة . ازداد الكره والغضب على نيرون بعد هذا الحريق ، فأخذ بالبحث عن كبش فداء ، فكان أمام خيارين ، إما بتوجيه أصابع الإتهام إلى اليهود ، أو إلى المسيحية الحديثة في المدينة ، ولأن اليهود كانوا تحت حماية إحدى زوجاته ، قام بالتسلط على المسيحيين ، وإلصاق تلك التهمة بهم ، وأصدر أوامره بالقضاء على المسيحيين عن طريق سفك دمائهم وتقديمهم للوحوش الكاسرة أو احراقهم أحياء أمام أهل روما ، استمر هذا الإضطهاد للمسيحيين لمدة أربعة أعوام ذاق خلالها المسيحيين في المدينة جميع صنوف العذاب وأشكال الموت البشعة ، وعند فرض الإمبراطوريه الرومانية أعلن بأن نيرون عدو الشعب ، أرعب هذا الإعلان نيرون فأقدم على الإنتحار ، ليخلف من وراءه فوضى عارمة وإفلاس نتيجة بذخه الشديد ، وحالة الفوضى التي سادت في فترة حكمه ، الغريب في الأمر بأن اضطهاد المسيحيين استمر هناك بالرغم من موته
-
Blogger Comment
-
Facebook Comment
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات :
إرسال تعليق