قام كارتر باستكشاف وادي الملوك لسنوات طويلة دون العثور على شيء ذو قيمة، مما أثار حفيظة من كلفه بالمهمة. وفي عام 1922، أخبر اللورد “كارنارفون” كارتر أنه لديه موسم واحد فقط من التنقيب قبل أن يقطع عنه إمدادات وتمويل إرساليته.
يائسًا من تحقيق أي كشف كبير، قام كارتر بإعادة التنقيب في موقع ضخم مهجور يحوي مجموعة من الأكواخ. وفي الرابع من نوفمبر 1922، اكتشف فريقه درجة منحوتة في الصخر؛ وبنهاية اليوم التالي، تم الكشف عن سلم كامل هابط! راسل كارتر على الفور اللورد “كارنارفون” تلغرافياً ليحثه على الحضور فورًا إلى مصر!
في السادس والعشرين من نوفمبر، وبينما يقف كارنارفون إلى جانبه، قام كارتر بصنع فتحة صغيرة في جانب باب المدخل في نهاية السلم الهابط. حامًلا شمعة، اختلس كارتر النظر إلى الداخل.
في البداية لم أستطع تبين أي شيء؛ فقد كان تيار الهواء الساخن الخارج من الغرفة يهز لهب الشمعة الصغيرة. لكن في النهاية، وبينما أخذت عيناي تعتادان الضوء الخافت، بدأت معالم الغرفة تتضح شيئًا فشيئًا وسط الغبشة المسيطرة. حيوانات غريبة، تماثيل، وذهب- كل شيء يلمع ببريق الذهب الأخّاذ!
لقد اكتشف الفريق مقبرة توت عنخ آمون! الصبي الملك الذي حكم مصر في الفترة من 1332 إلى 1323 قبل الميلاد.
وعلى الرغم من أنه كانت هناك شواهد على أن المقبرة قد تعرضت لغارات من السطو من قبل نابشي القبور الأثرية، إلا أن محتوياتها كانت كاملة لم تمس على نحو مثير للدهشة! وبالداخل، تكدست آلاف القطع الذهبية التي لا تقدر بثمن، بالإضافة إلى التابوت الحجري الذي يحوي جثمان الملك المحنط.
تم تسجيل كل قطعة في المقبرة بدقة متناهية وتصويرها قبل نقلها؛ في عملية استغرقت ثماني سنوات كاملة!
تم تلوين الصور التي التقطت لتسجيل عملية الاكتشاف التاريخية بتقنية الديناميك كروم Dynamichrome، لعرضها لاحقًا في معرض “الكشف عن الملك توت”، الذي سيتم افتتاحه في مدينة نيويوك الأمريكية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، نوفمبر 2015.
0 التعليقات :
إرسال تعليق